[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

من أناشيد الغسق الثاني:

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - من أناشيد الغسق الثاني:

نشيد الذّئاب الحمر°

ذئابٌ نحنُ فوقَ جبالِنا المشدودةِ القامةْ
نصيدُ الفَجْرَ، ننسجُ للضُّحَى، لنهارَنا هامةْ
وننقشُ في جبينِ الشمسِ موكبَهُ وأعلامَهْ
ونحفرُ للدَّخيلِ القبرَ، نسحقُهُ وأصنامَهْ

ذئابٌ نحنُ، لا زرقٌ ضمائرُنا ولا حمرُ
نموتُ لكي تعيشَ بلادُنا.. أطفالُنا السُّمْرُ
ونأبى أنْ تَهُونَ جبالُنا، وترابُنا الحُرُّ
فإما النصرُ نزهو في مواكبِهُ، أوِ القبرُ

حملْنا جرحَ أمَّتِنا نضمِّدُهُ على القِمَّةْ
نسيرُ بِهِ، نطيرُ بِهِ، نُغَمِّسُهُ على النَّجْمَةْ
وماذا نحنُ، إنْ خانتْ مشاعرُنا، هوى الأمَّةْ؟
وأغفينا على الأحزانِ منطرحينَ في الظُّلْمَةْ؟

ذئابٌ نحنُ حينَ تضجُّ تحتَ الغاصبِ الأرضُ
ملائكةٌ إذا عادتْ إلى أبنائِها الأرضُ
وموتُ مناضلٍ في دربِ أمَّتِنا هوَ الفَرْضُ
على الأعداءِ كالعُقْبانِ، كالنيرانِ ننقضُّ.

على وَكْرِ النُّسورِ هنا مواقعُنا، على رَدْفانْ
نثبِّتُ رايةَ التَّحْريرِ، نرفعُ رايةَ الإنسانْ
ونكتبُ للزَّمانِ قصيدةً ذهبيّةَ الألوانْ
قصيدةَ حُبِّنا لديارِنا، للأهلِ.. للأوطانْ.

وعندَ الشمسِ ندفنُ كلَّ يومٍ شمسَ قتلانا
ولا نخشى اقتحامَ النارِ.. وجهُ النارِ يخشانا
يكادُ اللَّيلُ يصعقُ (... ) يذهلُ حينَ يلقانا
وتحتضنُ النجومُ نشيدَنا، وتعيدُ نجوانا.

غداً سنعودُ للسَّهْلِ الحزينِ، نعودُ للأطفالْ
ومنْ رَدْفانَ نحملُ للشَّواطئِ شعلةَ الآمالْ
ونطعمُ جوعَنا للبحرِ، نعطي للدُّجَى الأسْمالْ
غداً سنعودُ يا أحبابَنا، سنعودُ يا عُمّالْ.

° االذئاب الحمر: اسم أطلقته الصحافة العالمية على أوائل المناضلين في جنوبنا الحبيب في بداية الكفاح المسلّح ضد الاحتلال البريطاني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى