[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

صراخ في ليل بلا نجوم

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - صراخ في ليل بلا نجوم

إلى الزميل (ع. ن. ج. ).. ذكرى يوم

عظيم سهرنا ليلته الكبيرة حتى الفَجْر

سمعتُها خلفَ الدُّجَى صائحةْ:
ما أشبهَ اللَّيلةَ بالبارحةْ

سُمْرُ الجماهيرِ اللَّواتي بما
كانتْ تغني أصبحَتْ نائحةْ

تعثَّرَتْ أقدامُها، أُجهضَتْ
أحلامُها في لحظةٍ جامحةْ

تفلَّتَتْ منْ زمنٍ كالحٍ
واستقبلَتْ أزمانَها الكالحةْ

ومزَّقَتْ أظفارُها جارحاً
إلى وحوشٍ مثلِهِ جارحةْ

تصرخُ في ليلٍ بلا أنجمٍ
وتغتذي أحزانَها المالحةْ

مسكينةٌ ماتَ بأعماقِها
نبضُ الأماني الحُرَّةِ الطامحةْ

تنفرُ منْ ماضٍ ومنْ حاضرٍ
وحولَ أشلاءِ المنى سابحةْ

كانتْ تغني لغدٍ باسمٍ
فكانَ هذي الطَّلْعَةَ الماسحةْ!

لكنّني ألمحُ خلفَ الدُّجَى
أقمارَها المهزومةَ النّازحةْ

تعالِجُ القيدَ بإصرارِها
تعدُّ أخرى، ثورةً ناجحةْ.

أقسمْتُ، أقسمْتُ بوجهِ الدِّيارْ
بالحزنِ منقوشاً على كلِّ دارْ

بكلِّ قبرٍ خلفَ أحجارِهِ
ينامُ - منسيّاً - شهيدُ النَّهارْ

أنَّ الجماهيرَ التي أسقَطَتْ
أحلامَها في لحظاتِ انكسارْ

لنْ تمضغَ القيدَ، وفي حزنِها
تمرُّدٌ طالَ بِهِ الانتظارْ

لا تيأسوا منها فكم نائمٍ
صحا على رعبِ الخطايا، وثارْ

سبتمبرُ المشلولُ لَمّا يزلْ
على رباها دائمَ الاخضرارْ

قالوا: انتهى، ماتَ.. على رِسْلِكم
الشمسُ هل يدركُها الاحتضارْ؟

أكادُ أنْ ألْمَحَهُ قادماً
يوزِّعُ الأرضَ، ويعطي الدِّيارْ

يمسحُ عنْ أيامَنا رُعْبَها
وعنْ عيونِ الكادحينَ الغبارْ

أنشدُهُ.. أقرأُ في عينِهِ
أحلامَنا والأغنياتِ الكبارْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى