[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

جداريّة للفصول الأربعة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - جداريّة للفصول الأربعة

ذاتَ يومٍ
منَ الغيمِ حدَّثَني،
وأنا بأصابعِيَ المتعباتِ،
بِحُزْني الذي لا يُرى
أتحسَّسُ وجهَ الطريقِ
وأغسلُ في مائِهِ شَجَني..
قالَ لي:
كيفَ تَمْضي الفصولُ إلى البحرِ
تكتبُ بالماءِ جغرافيا الوقتِ؟
كيفَ تُخَبِّئُ في الصيفِ
أمطارَها
وتداعبُ بالضوءِ لونَ البيوتِ
وعُشْبَ الظهيرةِ؟
قلتُ: الشتاءُ رسولٌ إلى اللهِ بالماءِ
يبسطُ راحتَهُ
والرَّبيعُ حديقةُ شعرٍ
تُدندِنُ في هَضَباتِ القصيدةِ
والرُّوحِ،
والصَّيفُ (تسألُني؟)
موعدٌ دافئٌ للعواطفِ،
(يبقى الخريفُ؟)
حكيمٌ يثرثرُ - مضطرباً - في انتظارِ الشتاءْ!
ويحدِّثُني:
كيفَ تضطربُ السَّمَكاتُ
إذا أظلمَ الأفْقُ
وانكسرَتْ فوقَ سطحِ المياهِ العواطفُ
واشتعلَتْ في الثلوجِ بقايا منَ الضَّوءِ
والصَّلَواتِ؟
وتحتَ سماءٍ منَ البَرْدِ
أطفأتِ الرَّيحُ نارَ فوانيسِها..
أينَ تذهبُ؟
قلتُ:
أرى ما يرى شمعدانُ اليبابِ
وأُخْفي دمي
ونجومي
وأرحلُ في صفحةٍ منْ كتابْ!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى