[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

الشرق

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - الشرق

كلُّهم يا صديقي أتوا منْ هنا..
ظِلُّ أقدامِ (موسى) على (سانتْ كاترينَ)،
ألواحُهُ في البراريِّ مهجورةٌ
عندَ قوسِ الصباحِ يداعبُها نورُ شمسٍ
خفيفٍ،
وفي اللَّيلِ تعطي النجومَ اشتعالاتِها
فتضيءُ
(وعيسى) الذي صلبوه وما صَلَبوهُ
أَتَى منْ هنا
ناشراً حُبَّهُ،
تتعقَّبُهُ في الظلامِ عيونُ الأفاعي
تُعِدُّ منَ الشوكِ تاجاً لأحزانِهِ
ومساميرَ للكفِّ..
يا لَلأسَى،
و (محمدُ) يا صاحبي:
هالةٌ منْ صفاءِ السَّريرةِ
منْ بَهْجةِ الوحيِ،
عيناهُ مشدودتانِ إلى سِدْرةِ المنتهى
حُلُمِ الآدميِّ المقيَّدِ بالطينِ،
كفّاهُ تُمْسكُ ظهرَ جوادٍ منَ البرقِ
يصعدُ..
مبتهجاً نحوَ عرشِ الإلهْ.

* * *
كلُّهم يا صديقي أتوا منْ هنا
السَّماءُ التي احتفلَتْ بانتصاراتِهم
والدِّماءُ التي أرَّخَتْ لجراحاتِهم
والنجومُ التي شهدتْ حزنهَم،
هيَ شرقيّةُ الماءِ والضوءِ،
شرقيّةُ الحزنِ والكلماتِ،
ولكنّها الفضَّةُ..
اللاّزورْدُ لكلِّ الجهاتْ.

* * *
مثلَما في رُؤاكَ
الشروقُ أتى منْ هنا
والنُّبُوَّةُ،
والشِّعرُ يا صاحبي - مثلَما في رُؤاكَ -
أتتْ كلُّها منْ هنا.
ما الذي كانَ يحدثُ
لو أقفلَ الشرقُ شُبّاكَهُ،
واستعارَ منَ الأرضِ أذكارَهُ
وأناشيدَهُ؟
هذه الأرضُ
هل ستكونُ لها كلُّ هذي الجهاتِ
وهذي النوافذِ للقلبِ والرُّوحِ؟
هل ستعاني الحجارةُ والناسُ
منْ غبطةِ الوقتِ
منْ رعشةِ الاكتشافْ؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى