[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

بالقرب من نخلة الله

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - بالقرب من نخلة الله

على ظَمَئي يتوارى اشتياقي إلى الماءِ
تجذبُني البِيْدُ
يسحَرُني الضوءُ والرَّملُ
أبحثُ في البِيْدِ عنْ نخلةٍ..
أخبروني غداةَ أتيتُ إلى الأرضِ:
أنَّ النجومَ أتتْ منْ هنا
والغيومَ أتتْ منْ هنا
أنَّ عشتارَ كانتْ تغنّي هنا
أنَّ مجنونَ ليلى وليلى
وكُلَّ شقيقاتِ ليلى،
مضوا منْ هنا،
لعبوا،
وأَحَبُّوا،
بكوا؛
وصدىً لارتعاشةِ أقدامِهم
يتمطَّى
فيستيقظُ الشِّعرُ تحتَ الترابِ الأليفِ
ويورقُ صوتُ الحجرْ.
يا زمانَ البهاءِ الذي كانَ
ليلى اختفى ظِلُّها،
صوتُ أقدامِها لا يفاجئُ دَوْرِيَّةَ الرُّومِ،
ليلى ممزَّقةٌ في مواطنَ شتَّى،
تكاثرتِ اللاّفتاتُ
كأنَّ الإلهَ تخلَّى عنِ الأرْضِ
والناسِ،
أوكلَ أمرَ الصَّحارى إلى نفسِها
وإلى الغرباءِ.
لماذا تخلَّى الإلهُ عنِ الناسِ
والأرضِ؟
- حاشا الإلهَ -
هُمُ الناسُ يا صاحبي
بادرُوا موتَهم
عَقَروا نخلةَ اللَّهِ،
فاغتسلتْ بالرصاصِ موائدُهم،
هَجَعوا
واستراحتْ على لهبِ الوجعِ المشتهَى
مُوْمِساتُ الخَدَرْ
خبِّئيني بعينيكِ
إني فقدتُ قميصي
ودمعي،
فقدتُ الطريقُ المغطّاةَ بالوردِ
والشَّوكِ،
في لحظةٍ داهمتْني طيورُ السَّرابِ
فأجفلَ روحي
وقفتُ أمام العذابِ
ولا ضوءَ لي غيرُ عينيكِ..
يا نخلةً يملأُ اللهُ بالضوءِ
والماءِ أهدابَها..
خبئيني فلا تسألُ الريحُ عني
ولا الموتُ في غَزَواتِ القبائلِ،
إني أرى قيسَ منطرحاً في الرِّمالِ
وعيناهُ شاخصتانِ إليكِ،
وليلى المريضةَ في (القدسِ) يغتالُها دمُها،
ويوزِّعُ ما أبقتِ الرِّيحُ منْ نارِها
بينَ كلِّ البشرْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى