[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

أسئلة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - أسئلة

منذُ متَى
وهوى جسدي ضاربٌ في المتاهاتِ
يَجْلِدُ روحي
ويَصْلِبُها فوقَ شوكِ الغِواياتِ،
منذُ متى
يتمدَّدُ صوتٌ بخارطةِ الأرضِ
يسألُني:
أنتَ وحدَكَ
ترقبُ ما خَبّأَتْهُ الوجوهُ منَ الوقتِ
والرِّيحِ،
ما اختزنَتْهُ القناديلُ منْ صَبَواتِ العَشِيّاتِ
منْ دِفْئِها
ما الذي اكتسبتْ وردةُ الرُّوحِ
منْ نَشَواتِ الجسدْ؟!

* * *
يتركُ القلبُ للأرضِ هذا السّؤالَ
وينهضُ منْ جسدٍ ذابلٍ
كالتّرابِ
ويصرُخُ:
يا مَنْ مِنَ العَدَمِ المستحيلِ
صنعْتَ جميعَ الممالكِ
أوجدْتَ منْ كِلْمةٍ هذه الكائناتِ
وألبسْتَها منْ ضياءِ يديكَ بهاءً
وجئتَ بنا نجتلي سِحْرَها
وسرائرَها
أستجيرُ بكَ اللَّهُ
منْ شرِّ أسئلةٍ تتعقَّبُ روحي
تطاردُها،
كلَّما انبثقَ النورُ في وردةِ القلبِ
وامتلكَ الحرفُ أجنحةً
زمَّ حشدُ السؤالِ خواتِمَهُ
واستردَّتْ خرائبَها الذّاكرةْ.

* * *
يا صديقَ القلوبِ الوحيدةِ في ليلِ توبتِها
خلَعَ الأصدقاءُ ظلالَ مودَّتِهم
واكتوى القلبُ
لحظةَ غادرَهُ آخرُ القاطنينَ بِهِ
كيفَ يستدرجُ الحقدُ أهلي
ويحصدُهم،
ويجنِّدُ أتباعَهُ منْ صفوفِ المحبِّبينَ؟
هذي قبورُ مودَّتِهم تملأُ الرُّحْبَ
تزحَمُهُ،
يا لَها منْ قبورٍ شواهدُها لا تكفُّ عنِ الحزنِ
أسوارُها لا تَمَلُّ البكاءْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى