[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

لرائحة الصمت

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - لرائحة الصمت

أيُّها الوهمُ يا صمتُ
يا حُلُمَ الشعراءِ
اقتربْ منْ شظايا المعاني،
ولملمْ فضاءَ الفراغِ،
وشَكِّلْ منَ الماءِ أسطورةً
وقصائدَ مطفأةً،
والتقطْ صورةَ الوقتِ يا صاحبي
واحترسْ منْ سوادِ الكلامْ.

……………
……………
……………

الكلامُ دخانٌ منَ الإثمِ،
يصعدُ،
جِسْرٌ بلا حافَةٍ
مطرٌ لا يجيءُ،
جدارٌ
وغضروفُ ضِفْدَعةٍ،
والفراغُ فضاءٌ منَ الضَّوءِ
جِسْرٌ منَ المطرِ الذَّهبيّ،
وطينُ البساتينِ خارطةٌ
جَسدٌ للنهارِ
لحزنِ السَّماواتِ
لؤلؤةٌ للنُّعاسِ المهيبْ.
………………………
………………………
………………………

إنّهُ يكتبُ… الصَّمْتَ
لم يبقَ إلاّ الفراغُ
تواطأتِ الكائناتُ على بعضِها،
وامَّحَى الحرفُ
سيِّدُ كلِّ العصورِ الدميمةِ،
وانْحَلَّ
كلُّ الفراغِ الذي بينَ سطرٍ
وسطرٍ هوَ… الصَّمْتُ،
………………
………………
………………

كلُّ الفراغِ
الذي امتدَّ في نقطٍ ميِّتاتٍ..
منَ الصَّمْتِ.
هل يسمع الوهمُ،
ينهضُ
يغتالُ ماءَ الكتابةِ؟
هل تسمعُ الخُطُواتُ خُطَى الظِّلِّ
ظِلِّ الفراغِ؟
أنا الآنَ أسمعُ ما لا يقالُ،
وأقرأُ ما ليسَ يُكْتَبُ..
رائحةٌ للفراغِ
ورائحةٌ للكتابةِ.. للنَّومِ
صار فمي يُحْسِنُ الانتظارَ
ويرغُب عنْ وجعِ الكَلِماتِ
ورعشةِ بَرْدِ الكتابةْ.

…………………
…………………

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى