[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

أغنية صباحية

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - أغنية صباحية

تدخلُ شمسُ الفَجْرِ في بيتي
ساعةَ يدخلُ الأذانُ منْ نوافذِ القلبِ
وتسجدُ الأشجارُ
والأزهارُ
لا شريكَ للذي أجرى النَّدى في العُشبِ
أجرى الضوءَ في المكانْ.
أيقظَني شوقي إلى احتساءِ خمرةِ الضَّوءِ
وناداني ملاكٌ قادمٌ منْ آخرِ الأرضِ
على بساطِ الشَّمسِ،
قالَ لي: انْهَضْ
يخرجُ الصَّباحُ أبيضَ الوَجْناتِ
نافذَ الشَّذا
يطلُعُ منْ جدارِ اللَّيلِ ناعماً
ها هو ذا يركضُ في شوارعِ المدينةِ
النَّعْسَى
يبحثُ في نَشْوَتِهِ
عنْ أرنبٍ ينطُّ في الحقولِ
عنْ فَراشةٍ سكرى
وشمعدانٍ مائلٍ بلا ظِلالٍ
عنْ بقايا ظلمةٍ دامسةٍ
مفزوعةٍ
تفِرُّ نحوَ شارعِ (الميدانِ)
عنْ قصيدةٍ هاربةٍ
يطاردُ اللَّيلُ جوادَها،
أسمعُ صوتَ خوفِها المطعونِ
واستغاثَةَ الحروفْ.
هل كنتُ أعمى
لا تحسُّ العينُ
لا ترى الكفُّ جلالَ اللَّهِ
في انشقاقِ اللَّيلِ عنْ صبحٍ
وفي انشقاقِ الصبحِ عنْ ليلٍ؟
وهل تَعْمَى عيونُ القلبِ
لا تَرى في خفقةِ الرَّيحِ
وفي سكونِ الماءِ أفقاً صافياً؟
يا لوعةَ الأعماقِ
للرَّحيلِ صوبَ زمنٍ
في زرقةِ الفَجْرِ
وفي بَراءةِ الشِّعرِ
وفي سلامٍ رائعٍ،
يُورِقُ بينَ القلبِ والضميرْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى