[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثلاثون

بينَها والجبالِ المحيطةِ وُدٌّ قديمٌ
وخوفٌ قديمٌ
إذا هبطَ الغيمُ صَلّى الندى
في الحدائقِ،
وارتعشَ الضوءُ في الغرفِ
العالياتِ،
وإنْ أطبقَتْ سُحُبٌ في الظهيرةِ
أو شهقَتْ في الكهوفِ الذِّئابُ
اشتياقاً إلى دمِها،
وأَدَتْ حُوْرِياتُ المدينةِ
همسَ الخلاخيلِ،
واختنقَتْ في المحاريبِ
أصواتُ منْ آمنوا بالمحبّةِ.
يا طفلَها لا تخفْ..
إنها الشّامخاتُ تسوِّرُ بالظِّلِّ صنعاءَ حيناً،
تسوِّرُها بالدُّخانِ
وبالنارِ حيناً..
ولكنّها الدَّيْدَبانُ،
يُزيِّنُ بالغيمِ تاجَ مواهبِهِ
ويداعبُ بالصَّخْرِ عرشَ السَّماءْ.

* * *
(يفتحُ الجبلُ نافذتَهُ كلَّ صبحٍ
ليلقيَ التحيّةَ على سِرِّهِ المطفأِ.
يقولونَ: إنَّ الجبالَ لا تتكلَّمُ
وإنَّ الحكماءَ منَ البَشَرِ
يستمدُّونَ منها ذهبَ الحكمةِ
وفِضَّةَ الإصغاءِ..
لكنَّ أحداً لم يقلْ:
إنَّ الجبالَ لا ترى
ولا تسمعُ،
وإنها لا تشتعلُ حزناً وغضباً،
عندَما ترى رمادَ الجوعِ
يغطّي وجوهَ الأطفالِ،
وترى الكثرةَ الغالبةَ منْ سُكّانِ المدينةِ،
وقد تحوَّلوا إلى كائناتٍ مشوَّهَةٍ،
تقصفُها الأغاني الحامضةُ
والشِّعاراتُ الصَّفْراءْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى