[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثانية والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثانية والثلاثون

هيَ مؤمنةٌ
يتدفَّقُ إيمانُها كالنّوافيرِ
لكنّها لا تطيقُ الغزاةَ
ولو آمنوا
وبكوا في المحاريبِ،
لو أدمنوا الصَّلَواتِ؛
مدافعُهم - وَهْيَ تبني القبابَ -
تشدُّ إليها الحداءاتِ،
تجرحُ صمتَ هديلِ الحمامِ،
مآذنُهم
لم تكنْ غيرَ فَزّاعةٍ للمصلِّينَ
غيرَ دمٍ يُضْرِمُ النارَ في القَشِّ..
ماذا يريدُ الأناضولُ؟
صنعاءُ تكرهُ هذا الحضورَ المريبَ
وهذا الغرابَ الذي حطَّ فوقَ المآذنِ.
حِصَّتُها منْ حسابِ السَّماءِ
تعادلُ ما جمعَتْ مدنُ الشرقِ
والغربِ،
ما حملتْهُ حناجرُهم، والوجوهْ.

* * *
(جامعُ الزُّمْرِ،
مسجدُ البَكِيريّةِ،
مئذنةُ العُرْضي.. ثلاثُ هدايا نفيسةٌ،
تكتبُ كلَّ يومٍ بأصابعِ الكلامِ
اعتذارَ العثمانيّينَ،
عمّا ارتكبَ جنودُهم منْ آثامٍ،
وتبعثُ للجثثِ المدلاّةِ
في سقفِ قصرِ غمدانَ اعتذاراً يتصاعدُ
معَ أذانِ الصَّلواتِ الخمسِ،
مصحوباً بفيوضٍ منَ الوجدِ والتأمُّلاتِ
ويختلطُ بمزاميرِ ملائكةٍ
قادمينَ منَ الفضاءِ العُلْوِيِّ،
وبأصواتٍ مبتلَّةٍ بأعشابِ النجومِ.
ويبدو أنَّ (غمدانَ) قَبِلَ الاعتذارَ وإنْ لم يقلْ شيئاً،
وأنَّ الحزنَ أصبحَ حجراً بارداً..
وصنعاءُ لا تزرعُ الحقدَ
في حدائقِها المفتوحةِ للشَّمْسْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى