[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثالثة والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثالثة والثلاثون

سألتْ نجمةٌ
وَهْيَ تعبرُ أجواءَ صنعاءَ:
هذي المدينةُ لا سقفَ يفصلُها
عنْ بساطِ السَّماءِ،
ولا خوفَ يدركُها منْ أعالي الجبالِ..
لماذا يحالفُها الحظُّ
والفقرُ هذي المدينةُ؟
كيفَ ترافقُها فِضَّةُ الشمسِ
حتى المغيبِ؟
لماذا إذا عبرتْ نجمةٌ
تخلعُ الوَشْوَشاتِ على بابِها،
ثمَّ تمضي بِأُبَّهَةٍ لا تخافُ الضبابَ
ولا اللَّيلَ؟!
ساعةَ مَرَّ المغني وفي شفتيهِ السُّؤالُ
تذكَّرْتُهُ.. ذلكَ الطفلُ
حينَ استقرَّتْ يداهُ على بابِ صنعاءَ
أطلقَ زغرودةً،
ورأى غيمةً تستقرُّ على سطحِ بيتٍ قديمٍ،
وأخرى تحومُ على صدرِ نافذةٍ مقفلةْ.

* * *
(هذه هيَ: حوائطُ، ومداميكُ،
مستطيلاتٌ ومربَّعاتٌ..
إحساسٌ غنيٌّ بالشوقِ الأبديِّ.
تبدو لي أحياناً طريّةً طازجةً،
تنبضُ بالحياةِ، والأغاني،
وأحياناً تبدو جمجمةً خاويةً،
يتقرفصُ داخلَها الدُّخانُ والخواءُ
أحياناً تبدو امرأةً جميلةً ذاتَ أهدابٍ رقيقةٍ
وأنفٍ جائعٍ للتحدّي،
وأحياناً تبدو لي عجوزاً طاعنةً في السنِّ
تستعدُّ للاحتضارِ.
صنعاءُ لها وجهُ قِدِّيْسَةٍ،
ولسانُ حكيمٍ،
وصوتُ شهيدٍ،
وعواطفُ شاعرْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى