[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الرابعة والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الرابعة والثلاثون

يكتبُ الحجرُ المتوهِّجُ أشكالَهُ
وامتداداتِهِ،
في الفضاءِ حنينٌ إلى الشُّرفاتِ..
قصورٌ منَ السَّرْوِ،
صفصافةٌ تتحدَّى النُّجومَ
بأوراقِها،
حجرٌ أبيضُ القسماتِ
وآخرُ أسودُ،
يحتفلان بميلادِ عاصمةِ الرُّوحِ..
في عيدِها حجرٌ طازجٌ لونُهُ،
حجرٌ ناصلٌ لونُهُ،
حجرٌ يتشكَّلُ
في حجمِ كفِّ اليمامةِ،
آخرُ في حجمِ بارجةٍ.
ثَمَّ أقواسٌ اسْتيقظَتْ
خرجَتْ منْ غبارِ الزمانِ،
وأعمدةٌ،
وقبابٌ،
وما ليسَ تُحْصي القصائدُ
منْ حجرٍ مورقٍ،
وأساطيرِ آجُرَّةٍ،
وكتابْ.

* * *
(في كلِّ صباحٍ خريفيٍّ
يخرجُ الشاعرُ منْ نومِهِ،
قبلَ أنْ يطلَّ وجهُ الشمسِ
منْ وراءِ غَيْمانَ،
يرتدي دهشةَ الأطفالِ
ويحشرُ نفسَهُ في الأزقّةِ الضيّقةِ،
ليكتبَ تاريخَ الحجارةِ
وأحلامَها..
حجارةٌ منْ كلِّ الألوانِ
والأشكالِ،
منْ كلِّ الأزمنةِ والعصورِ.
ذاتَ صباحٍ أنصتَ الشّاعرُ بعينيهِ
إلى صوتٍ طالعٍ منْ حَجَرٍ أخضرَ يقولُ:
ليسَ البَشَرُ وحدَهم
منْ تتعدَّدُ فيهم الألوانُ والأجناسُ..
الأحجارُ أيضاً تتعدَّدُ ألوانُها:
أحجارٌ غائمةٌ في لونِ الفَجْرِ،
أحجارٌ في لونِ الظهيرةِ،
أحجارٌ في لونِ الغروبِ،
أحجارٌ في لونِ الغَسَقِ،
أحجارٌ ذهبيّةٌ،
وأخرى فِضِّيَّةٌ،
أحجارٌ منَ العقيقِ،
وأخرى منَ المرمرِ متعدِّدِ الألوانِ
والأضواءِ..
الفارقُ بينَ الأحجارِ والبَشَرِ،
أنَّ الأحجارَ لا تعرفُ العنصريّةْ!).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى