[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثامنة والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثامنة والثلاثون

يشربُ الغيمُ قهوتَهُ
فوقَ (عَيْبانَ)،
يُلقي وِشاحاً منَ الظِّلِّ
فوقَ القرى
وَهْيَ تعزفُ فصلَ الرَّبيعِ،
تغني لأشجارِهِ المزهراتِ..
هنا مشمشٌ تتوهَّجُ أوراقُهُ،
وهنا اللَّوزُ يضحكُ
والخوخُ
والوردُ في عنفوانِ انتفاضتِهِ،
يسحبُ الغيمُ أثوابَهُ،
يتوارى على كَتِفِ الرِّيحِ
يمضي.. إلى أينَ؟
في وُسْعِهِ أنْ يطيرَ إلى البحرِ
أنْ يرتقي جبلاً آخَراً..
أنْ ينامْ.

* * *
(عندَما تذهبُ إلى حَمّامِ الطَّواشي،
لا بُدَّ أنْ تهبطَ عبرَ سُلَّمٍ حَجَرِيٍّ أملسَ،
يجعلُكُ تتساءلُ وأنتَ تلامسُهُ بقدميكَ
العاريتينِ:
كم عددُ الأقدامِ التي هبطتْ عليهِ..
نساءٌ ورجالٌ،
ملوكٌ وصعاليكُ،
فقراءُ وأغنياءُ.
سوفَ يسحرُكَ صوتُ المغني العجوزِ
القابعِ بجوارِ الخزانةِ يعدُّ النقودَ في المخْلَعِ (10).
تنتشي الكلماتُ والأصابعُ
وهيَ تلامسُ الجدرانَ المبلَّلَةَ
بالندى السّاخنِ،
وفي الصَّدْرِ (11)
يمارسُ الجسدُ غوايتَهُ اللَّذيذةَ
معَ الماءِ والنارْ!).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى