[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الحادية والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الحادية والأربعون

لهذي المدينةِ رائحةُ الوردِ،
طَعْمُ (ابنةِ الصّحنِ)..
ملمسُها ناعمٌ كالحريرِ،
وأحزانُها كزجاجٍ تناثرَ تحتَ الجفونِ،
إذا ضحكتْ فالفضاءاتُ
مورقةٌ بالشَّذا،
وإذا ما بكتْ فالدُّموعُ الحبيسةُ
في الأرضِ تنداحُ،
رائعةً
وملوَّنَةً كالفراشةِ تمضي..
على كتفيها حصادُ السنينَ،
وأشجانُ منْ ذهبوا
وَهْيَ نشوانةٌ تترقرقُ حبّاً ولوناً،
وتخضلُّ كالشجرِ العذبِ،
تسرقُ منْ جسدِ الوقتِ ماءً
وفاكهةً
ونجوماً،
وفيضاً منَ الذِّكرياتْ.

* * *
(بريئةٌ هيَ وملتصقةٌ بجمالٍ أزليٍّ
تستيقظُ على أصواتِ العصافيرِ
وتنامُ على هديلِ الحمامِ
وأنغامِ المزاميرِ القادمةِ منَ الضَّواحي القريبةِ.
شتاؤُها خجولٌ ودافئٌ،
صيفُها باردٌ حنونٌ،
في مواسمِ الرَّبيعِ يفتحُ الأهالي
شبابيكَ منازلِهم في الصباحِ الباكرِ
لاستقبالِ هدايا الوردِ والنِّسْرينِ.
فيما مضى،
كانتْ تشربُ منْ نبعٍ جبليٍّ
أفزعتْهُ الحربُ فاختفى
وكانَ لها نهرٌ صغيرٌ تشتاقُ إليهِ البساتينُ،
لكنَّ أصواتَ المدافعِ أرغمتْهُ
على الهجرةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى