[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثانية والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثانية والأربعون

هيَ ذاكرةٌ تتحرَّكُ
مأهولةٌ بالشُّجونِ
وبالزَّفراتِ.
لها مجدُها
وقناديلُها،
ولها منْ حياءِ العذارى،
ومنْ خَفَرِ الوردِ قافيةٌ وحدائقُ
تومضُ مثلَ الشُّعاعِ،
وتصعدُ مثلَ الندى.
في ليالي الشتاءِ تشدُّ الرِّحالَ الحكاياتُ
تصبو إلى وطنٍ آمنٍ
وتهزُّ الشَّبابيكَ باحثةً
عنْ بقايا منَ الدفءِ.
بينَ الحقيقةِ
بينَ الخيالِ
تنامُ هنا خلفَ حُجْراتِها
الدّافئةْ.

* * *
(سيّدتي هل تتذكَّرينَ
ذلكَ الشاعرَ الحزينَ حتى العظمِ،
المتألِّمَ حتى الأعماقِ؛
تماهَى فيكِ
وأوقفَ شعرَهُ عليكِ..
إنّهُ (ذو جَدَنٍ).
كانوا يطلقونَ عليهِ في عصرِهِ لقبَ (نوّاحةِ اليمنِ)،
ذلكَ الهائمُ في الفلواتِ وبينَ الأطلالِ
آثارُ قدميهِ الدّاميتينِ محفورةٌ
على صخورِ الجبالِ
وبقايا دموعِهِ مرسومةٌ
على واجهاتِ البيوتِ..
كأني أراهُ الآنَ وهوَ يلملمُ حجارةَ المعابدِ
منْ تحتِ أقدامِ الغزاةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى