[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الرابعة والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الرابعة والأربعون

يباغتُني صوتُ (مريمَ)،
يحفرُ جرحاً بذاكرتي،
وجروحاً بقلبي
وتأخذُ أحلامُنا شكلَ صنعاءَ،
لونَ براءتِها
مريمُ امرأةٌ لم تغادرْ زمانَ الطفولةِ..
حينَ طوى الجوعُ أحشاءَها
بينَ فَكَّيْهِ،
واستسلمَتْ للرَّحيلِ
بكى وجهُ حارتِنا،
أطفأَ الحزنُ لونَ قناديلِها
وارتدَتْ كفناً منْ ظلامٍ عميقٍ؛
تساءلَ أترابُ مريمَ:
هل ستغيبُ كثيراً عنِ الحيِّ
أمْ إنها في سكونِ المساءِ ستأتي
محمَّلَةً في سريرٍ منَ الضوءِ؟
مريمُ يا لَلْملاكِ الجميلِ
هنا انتظري في سوادِ العيونْ.

* * *
(1947.. صنعاءُ مدينةٌ نائمةٌ في الموتِ
لا أكفانَ تكفي لهذا العددِ الهائلِ
منَ الموتى..
الناسُ جلودٌ ملتصقةٌ بالعظامِ،
مريمُ كفَّتْ عنِ الغناءِ،
وتوارى الملاكُ الجميلُ تحتَ الترابِ.
كيفَ ذهبتْ مريمُ وبقيتُ أنا؟
بعدَ عامٍ منَ الصمتِ والدُّموعِ
قالتِ الأمُّ:
مريمُ، كانتْ تعطي رغيفَها اليوميَّ
للأطفالِ القادمينَ منْ تهامةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى