[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة السادسة والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة السادسة والأربعون

العصافيرُ تسألُ عاصمةَ الرُّوحِ
ماذا جرى؟
لكِ عينانِ مثقوبتانِ
منَ الدَّمعِ،
وجهٌ يبلِّلُهُ الحزنُ،
نهدانِ يحترقانِ منَ الخوفِ،
صدرٌ ينوءُ بأوهامِهِ..
كلُّ شيءٍ يموتُ
ولا شيءَ يولدُ
في أرقِ الوقتِ تُمْضينَ أيّامَكِ الباقياتِ،
وتُحْصينَ أيّامَكِ الخالياتِ،
وما بينَ خيطِ النهارِ
وخيطِ الظلامِ،
سوادٌ هوَ الحقدُ
يغتالُ عاصمةَ الرُّوحِ
يشعلُ معركةً في الترابْ.

* * *
(لم تعدِ الحاراتُ ترقصُ وتغني
في الفضاءِ رصاصٌ،
على الأرضِ دمعٌ ودماءٌ،
أبوابٌ مخلَّعَةٌ،
نوافذُ تشكو الفراغَ،
لغةٌ مجهولةٌ خاويةٌ بلا لونٍ ولا مطرٍ،
وجوهٌ غريبةٌ،
أشجارٌ نافرةٌ،
جنونٌ، إذعانٌ، احتضارٌ
حصانٌ في عينيهِ حزنٌ عتيقٌ؛
وأشواقٌ إلى تخومٍ
ملأى بالبروقِ والنَّوافذِ.
في وجهِ الأحجارِ ضجرٌ صامتٌ،
وعلى الأفقِ البعيدِ رفيفُ أجنحةٍ،
وغيومٌ ترسمُ صورةً للمطرِ،
والفراشاتُ تحلمُ بالعشبِ الأخضرْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى