[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثامنة والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثامنة والأربعون

حرماً آمناً،
كانَ هذا المكانُ المقدَّسُ
في شرعةِ الشَّعبِ،
في شرعةِ الأوَّلينَ منَ الناسِ؛
لا يدخلُ القلبُ ساحتَهُ
قبلَ أنْ يَنْزِعَ الحقدَ منْ دَمِهِ،
قبلَ أنْ يتوضَّأَ بالحبِّ..
كيفَ استباحتْ طهارتَهُ
(حاشدٌ وبكيلٌ) ؟
وكيفَ استجابتْ ضمائرُهم
لنداءِ الطُّغاةِ
فهبَّتْ معاولُهم تهدمُ الجسدَ المتوهِّجَ
في شَرَيانِ الجزيرةِ؟
لم يحفلوا بضراعةِ تاريخِهم
باستغاثاتِ بلقيسَ
باعوا فضائلَهم وشجاعتَهم
بدراهمَ معدودةٍ
وسرابِ وعودٍ،
وكيفَ استباحوا مدينتَهم والحرمْ؟!

* * *
(تقعُ صنعاءُ - جغرافيّاً -
في قلبِ اليمنِ القديمِ،
وهيَ محاطةٌ بِسُورٍ منَ الرِّجالِ الأشدّاءِ
منْ حاشدَ وبكيلَ..
وحاشدُ وبكيلُ نخلتانِ عربيّتانِ،
ابتدأتا منَ الأساطيرِ،
وامتدَّتْ فروعُهما شرقاً وغرباً..
منَ السّاحلِ الذَّهبيِّ في الأندلسِ غرباً،
إلى مرتفعاتِ (طوروسَ)
وإلى جبالِ عُمانَ شرقاً.
في مارسِ 1948 كانتِ القبيلتانِ
ضحيّةَ خديعةٍ ماكرةٍ،
تقولُ: إنَّ صنعاءَ أعلنتِ الكفرَ،
واستبدلَتِ بالقرآنِ الدِّستورَ؛
فكانتِ الكارثةُ.
وفي سبتمبرِ 1962،
غسلَتْ حاشدُ وبكيلُ
عارَ الخديعةِ بالدَّمْ!).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى