[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثالثة والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثالثة والخمسون

ضاقَ وجهُ المسافةِ بينَ الجبالِ
وبينَ الشَّواطئِ،
وانحسرَتْ موجةٌ
حملتْها رياحُ الغزاةِ..
أفيضي على الأرضِ يا أمُّ
منْ حبِّكِ المتوهِّجِ،
منْ ثمراتِ الفؤادِ المخَبَّأِ؛
يعصفُ بي شَغَفُ الالتصاقِ
معَ البحرِ.
سيّدتي
كلُّ حسناءَ منْ مدنِ الأرضِ
جاءتْ إليكِ
وأهدتْكِ وردَ لقاءٍ تأخَّرَ
موعدُهُ،
وجبالُ العقيقِ أماطتْ لثامَ الثرى
عنْ جواهرِها،
واصطفَتْ لكِ منها النَّفيسَ،
تبارَكْتِ يا (عَدَنَ المنتهى (14))،
يا شقيقةَ صنعاءَ
يا توأمَ الاكتمالْ.

* * *
(مرَّ زمنٌ طويلٌ على قتلِ ذي يزنٍ،
لكنَّ العيونَ ما تزالُ مفعمةً بحزنٍ إنسانيٍّ
بالغِ الحضورِ،
أنينُ روحِهِ يتصاعدُ منْ خرائبِ قصرِ غمدانَ
ورنينُهُ الحزينُ يثقبُ قلبَ الجدرانِ..
كم منَ الناسِ الذينَ كانتْ حياتُهم مصدراً
للضِّياءِ.. غادروا هذا المكانَ
وبقيَتْ روائحُهم الطيِّبةُ.
وفي الأُمسياتِ الهادئةِ
تخرجُ أرواحُهم النَّقِيَّةُ
لمحاورةِ الشوارعِ،
وهيَ تتلو المقاماتِ العذبةَ لأغانٍ
لا يسمعُها إلاّ الأطفالُ
والشُّعراءْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى