[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الخامسة والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الخامسة والخمسون

كأني بهم - يسألونَ -
وقد رحلوا منْ مئاتِ السنينَ:
لماذا تجاهلَتِ الكلماتُ مدينتَنا؟
ورأيتَ (خزيمةَ (15))..
أمواتَها، ومنازلَها
غيرَ لائقةٍ بدخولِ القصيدةِ؟
أوجعَني
انغرزَتْ كلماتُ السُّؤالِ
بقلبي،
شظاياهُ أدمَتْ حروفَ الكلامِ،
وبدَّدَتِ الحُلُمَ المتدفِّقَ.
يا أيها الهانئونَ بعطلةِ أجسادِهم،
لا تلوموا غبارَ القصيدةِ
إنَّ مدينتَكم هيَ أوَّلُ ما يقرأُ الشعرُ،
آخرُ ما يكتبُ الشعرُ،
تغسلُ بالدمعِ وجهَ مدينتِنا
ويَدَيْها،
وتصافحُ - بالحزنِ - أكفانَها
والنُّعوشْ.

* * *
(هذه بيوتُ الموتى
لا تضيءُ إلاّ في اللَّيلِ
في النهارِ يغشاها الأسى، ويدثِّرُها الكمدُ..
تحتَ هذه الأضرحةِ يرقدُ اللَّحْمُ والعَظْمُ،
أمّا الأرواحُ فقد نبتتْ لها أجنحةٌ
وطارتْ إلى الأعالي.
المقبرةُ صغيرةٌ لكنّها تتسعُ لكلِّ الموتى..
المساواةُ - هنا - في ذروةِ رحمتِها،
بينَ منْ عاشَ دهراً طويلاً
ومنْ عاشَ أياماً معدوداتٍ.
هل تختلفُ الأصابعُ في القبضةِ الواحدةِ؟
مسكينٌ.. الإنسانُ،
رحلتُهُ تقومُ على إيقاعِ ثلاثِ كلماتٍ:
بكى،
تعبَ،
ماتْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى