[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الأولى

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الأولى

مثلَ صفصافةٍ لا تغادرُ أوراقَها
تستقيمُ على جبلٍ باذخٍ
وتمدُّ يديها لتمسحَ عنْ جبلٍ آخرٍ
غيمةً..
تلكَ قريتُهُ
مثلَ موّالٍ اصْطدمَتْ
بشظايا منَ الضوءِ أنغامُهُ
وهوى ريشُهُ
فاستقرَّ على الأرضِ مستجمِعاً ذاتَهُ،
مثلَ أغنيةٍ سكنَتْ قمّةً
عشقَتْ وادياً
فاستراحتْ على السفحِ
حاملةً منْ ذُراها الأساطيرَ والماءَ،
واقفَةً مثلَ سيِّدةٍ لا تشيخُ محاسنُها
لا تكفُّ عنِ الحملِ،
مورقةً في الشتاءِ وفي الصيفِ،
مولعةً بالولادةِ،
مولعةً بالرَّضاعةِ،
مولعةً بالندى؛
تلكَ قريتُهُ العذبةُ الهادئةْ.

* * *
(جميلةٌ باذخةٌ
تتباهَى بفقرِها وبمعمارِها المتقشِّفِ..
ليلٌ هادئٌ، عامرٌ بالنجومِ
ونهارٌ راقصٌ، مترعٌ بالضوءِ
وبموسيقى الجداولِ
والشجرِ.
بيوتُها الحجريّةُ المطليّةُ النوافذِ بالنَّوْرَةِ
تلوحُ لعينَيِ المسافرِ - منْ بعيدٍ -
كقناديلَ هابطةٍ منَ السماءِ..
طينٌ تراودُهُ شهوةُ العزلةِ
وحنينُ الابتكارِ.
يتذكَّرُها،
يتذكَّرُ التلالَ والأَوديةَ،
المنحدراتِ الصخريّةَ
المغطّاةَ بأعشابٍ
لا تعرفُ الذبولَ.
هيَ الأملُ في أعتى درجاتِ اليأسِ
والضوءُ في آخرِ الرِّحلةِ الخائبةِ،
هيَ بقعةٌ في جسدِ الوطنِ
وأحياناً هيَ الكلمةُ التي تختزلُ الوطنْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى