[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثالثة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثالثة

عالمٌ مغلقٌ
وجميلٌ،
إذا جئتَهُ ضَعْ على البابِ
أحزانَ عينيكَ،
واخلعْ على البابِ
أحذيةَ السَّأمِ المتقلِّبِ
لا تتلفَّتْ إلى الخلفِ..
مخمورةٌ كلُّ أطرافِكَ الآنَ
روحُكَ مخمورةٌ بالجمالِ
ومفتونةٌ باكتشافِ البكارةِ،
منْ سقفِ قريتِنا يتدلَّى النهارُ،
ومنْ ضوئِها تصعدُ الشمسُ
مغسولةً بالندى
والتعاويذِ
حاملةً ماءَ فضَّتِها
منْ ينابيعِنا،
منْ فَراشاتِ وديانِنا الحالماتِ..
هنا اللهُ يقضي سويعاتِ منْ وقتِهِ
يتأمَّلُ ما صنعَتْ للبرايا يداهْ.

* * *
(لا توصدُ الكُوَى حينَ تنامُ
ولا تكفُّ الجداولُ القريبةُ منها
عنِ الغناءِ،
شوارعُها القليلةُ
مفروشةٌ بقطيفةٍ خضراءَ منَ العشبِ،
الجنادبُ لا تنامُ
والنجومُ تنثرُ أضواءَها على النوافذِ
وأحياناً تدنو
لكي تسترقَ السمعَ
وتعرفَ ماذا يوشوشُ الفلاّحُ زوجتَهُ
بعدَ يومٍ منَ العناءِ.
زينةُ قريتِنا، في أنها لا زينةَ لها
جسدُها عارٍ إلاّ منَ الأعشابِ والأشجارِ
سياجُها الجبلُ
وحدودُها الأفقُ الذي تطلعُ منهُ الشمسُ.
أينَ أذهبُ
يا قريتي منْ بهاءِ طفولتِكِ
هذا الذي يتحكَّمُ في قصائدي؟).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى