[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الرابعة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الرابعة

للحجارةِ ذاكرةٌ
للمكانِ حضورٌ ورُوحٌ
بِهِ يتذكَّرُنا مثلَما نتذكَّرُهُ
ويقاسمُنا لذَّةَ العيشِ فيهِ
يشاطرُنا لوعةَ الافتراقِ..
اقتربْ
ضعْ يديكَ على حجرٍ واحدٍ
سوفَ تسمعُ نبضَ الجدارِ
وأشجانَهُ،
سوفَ تسمعُ ما تشتهي منْ حنانٍ
وما سوفَ يشجيكَ - يا صاحبي - منْ عتابٍ
ستغمرُكَ الذِّكرياتُ البعيدةُ
والذِّكرياتُ القريبةُ
سوفَ ترى كلَّ منْ تشتهي
منْ رفاقِ الصِّبا،
وترى زمناً ذهبيَّ السنينْ.

* * *
(أنا أوَّلُ المكانِ،
وأوَّلُ الذاكرةِ
وأوَّلُ الحبِّ،
وأوَّلُ الكلماتِ والإشاراتِ
إيّاكَ أنْ تنسى حجارتي
أو تنسى الترابَ السّاخنَ
الذي عبرتْ عليهِ قدماكَ العاريتانِ
في مطلعِ العمرِ.
اقتربْ لأرى ضوءَ وجهِكَ
لقد تعرَّفْتُ عليكَ منَ الحزنِ الرَّماديِّ
النّابتِ تحتَ عينيكَ
ومنْ إطراقِكَ الخجولِ تحتَ نافذةِ بيتِكم القديمِ.
كم يُعجبُني صمتُكَ الآنَ
بعدَ أنْ تكلَّمْتَ كثيراً في الممرّاتِ الملوَّثةِ للمدينةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى