[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة السابعة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة السابعة

حزينٌ هوَ النهرُ
لم يبقَ منهُ سوى الذِّكرياتِ
يداعبُ صدرَ الحصى
هجرتْهُ السِّيولُ..
ولكنّهُ في هدوءٍ يقاومُ
يمتاحُ منْ قطراتِ الندى
ويسيرُ بطيئاً
تداعبُهُ قدمُ الطفلِ عندَ الصباحِ
وتغشاهُ حِمْلانُ قريتِنا في المساءِ
لماذا يئنُّ،
ومنْ تعبٍ يتغنى بصوتٍ طعينٍ
يوشوشُ،
يشتاقُ نشوتَهُ في الخريفِ
وثورتَهُ عندَما تمطرُ الهضباتُ،
وتعبرُهُ بسنابِكِها المورقاتِ
خيولٌ منَ الماءِ
كالعاصفةْ.

* * *
(هل يخافُ منْ سطوةِ الشتاءِ
فينكفئُ على نفسِهِ
ويحاولُ أنْ يختبئَ وراءَ الصخورِ،
أمْ إنهُ فقدَ الدليلَ إلى مصبِّهِ
فتراجعَ، عادَ إلى المنبعِ؟!
تحنو الظهيرةُ عليهِ
فتظلِّلُهُ بمعاطفِ الشجرِ
وتفتحُ الغيومُ خيامَها لتحميَهُ منْ عيونِ الهاجرةِ.
في الصيفِ يبدو عنيفاً غضوباً
وفي الخريفِ يتدفَّقُ هادئاً وديعاً
وفي الشتاءِ لا يتبقَّى منهُ سوى الذِّكرى).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى