اللوحة الثامنة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثامنة

ترتدي الأرضُ في الصيفِ
أجملَ أثوابِها
وتجودُ السماءُ عليها بما ادَّخرتْهُ
منَ الماءِ
وَهْيَ تبوحُ بما ادّخرتْهُ منَ اللَّونِ
في كلِّ منعطفٍ أنْهُرٌ
وبحيراتُ صافيةٌ كالسَّماءِ
تداعبُها الرِّيحُ في رِقَّةٍ
والفَراشاتُ..
هذا نُهَيرٌ يشقُّ خطاهُ
كسولاً - على صخرةٍ -
ماؤُهُ كحليبِ المها
يترقرقُ منتشياً بغناهْ.

* * *
(في المدينةِ يتحدَّثونَ عنِ الفصولِ
يقرأونَ عنها في الكتبِ
ويكتبونَ عنها في الصحفِ
لكنّهم لا يعرفونَها..
لا يعرفونَ تناوبَ الألوانِ
في التلالِ والمنحدراتِ
رَقْصَ الرِّيحِ على أشجارِ الطُنُبِ
احتجابَ النملِ في قُراها
انقطاعَ صوتِ الكَرَوانِ.
للفصولِ في القريةِ حضورٌ وافرٌ
لونٌ
ومذاقٌ،
تعلِّقُ الطبيعةُ في كلِّ فصلٍ منْ فصولِها
مرآةً على صدرِ كلِّ جبلٍ
تعلنُ عَبْرَها تبدُّلَ الفصولِ
وتغيُّرَ الألوانْ).