[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الحادية عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الحادية عشرة

زاهياً كعريسٍ
وفي شُرفةِ الدّارِ ألقوا بِهِ في حنانٍ
إلى حضنِ جدَّتِهِ
ورموا بيضةً بينَ فَخْذَيهِ..
ماذا تريدونَ بي؟
صاحَ،
والنَّصْلُ يومضُ في كفِّ شيخٍ عجوزٍ!
بكتْ أمُّهُ
وبكتْ طفلةٌ هيَ خالتُهُ
بَيدَ أنَّ العجوزَ أشارَ وسمَّى
وقالَ بعينينِ خافتتينِ:
استقمْ.
لا تخفْ.. إنهُ بدءُ فصلِ الرجولةْ.

* * *
(بعدَ عامٍ،
وربما عامٌ ونصفُ العامِ
يرتدي الطفلُ ثوبَ الختانِ
وتبدأُ الزَّغاريدُ
وتتصاعدُ رائحةُ البخورِ
وتشرعُ النسوةُ في رشِّ سطحِ البيتِ
حيثُ ستبدأُ الطقوسُ..
يأتي الحلاّقُ مرتدياً ثيابَهُ الجديدةَ
ويوضعُ الطفلُ في حِجْرِ أحبِّ الناسِ إليهِ
وهوَ يقلِّبُ طرفَهُ في الحضورِ
غيرَ قادرٍ على تفسيرِ ابتساماتِهم.
قبلَ دقائقَ منْ عمليّةِ الذَّبحِ..
ولحظةَ الْتِماعِ السِّكِّينِ في يدِ الحلاّقِ
يدركُ الطفلُ كلَّ شيءٍ
يحاولُ البكاءَ
يتململُ
لكنَّ الزَّغاريدَ تُسَمِّرُهُ في مكانِهِ
ويتمُّ الختانْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى