[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثالثة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثالثة عشرة

هوَ ذا نائمٌ
بعدَ أنْ خلعوهُ عنِ العرشِ
واستضعفوهُ
وحلَّ أخوهُ نزيلاً
على ثديِ سيّدةٍ حملتْهُ جنيناً
ومنْ دمِها أرضعتْهُ..
أتسمعُ أصداءَ تنهيدةٍ
وأنيناً،
هوُ القلبُ ينأى عنِ الثديِ
يعلنُ في شجنٍ خافتٍ حزنَهُ
ويسافرُ في غيمةٍ منْ بكاءِ المساءِ
ويرفضُ في ألمٍ موجعٍ
لحظةَ الانفصالْ.

* * *
(أوَّلُ دمعةٍ
صادقةٍ
يَنْزِفُها جسدُ الإنسانِ
تكونُ لحظةَ خروجِهِ منْ بطنِ أمِّهِ،
والدمعةُ الثانيةُ
عندَما يقطعونَ الحبلَ السُّرِّيَّ،
أمّا الدمعةُ الثالثةُ
والأخيرةُ
فهيَ تلكَ التي يذرفُها
ساعةَ يحرمونَهُ منْ حَلْمَةِ أمِّهِ
لقد أسقطوهُ بذلكَ القرارِ
عنْ عرشِ طفولتِهِ
ورموا بِهِ إلى الأرضِ وحيداً
كأنما استغنوا عنهُ،
وفي زعمِهم
أنهُ قد صارَ في غنىً عنْ صدرِ أمِّهْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى