[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة السادسة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة السادسة عشرة

كَرَوانُ المساءِ
يبلِّلُ بالصَّلواتِ رؤوسَ القلاعِ
القديمةِ
يقرأُ فاتحةَ اللَّيلِ
يخرجُ منْ نجمةٍ في اتجاهِ الشروقِ
يقولُ لها..
للقرى:
لا تخافي
فإنّكِ في راحةِ اللهِ
والشمسُ سوفَ تعودُ
وتغمرُ بالضوءِ والدفءِ
وجهَ الحقولِ
ووجهَ البيوتِ
وها هوَ ذا يمسحُ الأفْقَ،
في صوتِهِ ما يليقُ بهذا الفضاءِ
بهذا السكونِ
وما يبعثُ الدفءَ في الغرفِ الصامتةْ.

* * *
(حينَ قرأ دُعاءَ الكَرَوانِ (1)
في مرحلةِ الشبابِ،
تذكَّرَ قريتَهُ،
واستعادَتْ ذاكرتُهُ
صوتَ ذلكَ الطائرِ البديعِ.
إنهُ يعرفُ الكَرَوانَ..
ظلَّ في طفولتِهِ أعواماً يحلمُ أنْ يراهُ
كأنهُ يسمعُ صوتَهُ،
يسمعُ حركتَهُ في الفضاءِ
ولكنّهُ لا يستطيعُ أنْ يراهُ..
كانَ المساءُ في قريتِهِ داكناً
وكانتِ الأشجارُ تحجبُ الرُّؤيةَ إلى مسافاتٍ بعيدةٍ،
لقد رآهُ..
طائرٌ صغيرُ الحجمِ
لكنَّ صوتَهُ يملأُ فضاءً بأكملِهِ
ويبدو أنهُ يشترطُ لكي يغني
أنْ يكونَ وحيداً
وأنْ يكونَ الفضاءُ له وحدَهُ..
حتى لا يُفسِدِ الآخرونَ عليهِ متعةَ الغناءْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى