[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة السابعة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة السابعة عشرة

أحبَّ الفتى الكَرَوانَ
تماهَى معَ الصوتِ
لا شيءَ يشغلُهُ حينَ يأتي المساءُ
سواهُ
سوى شجنٍ تصبغُ الأفْقَ ألحانُهُ
ومواجيدُهُ
ونزيفٍ منَ الشَّجَنِ الآدميِّ
مساحةِ ضوءٍ
تطوفُ الفضاءَ
تبلِّلُ باللاّمبالاةِ صمتَ القرى
وصدورَ الجبالِ
يمدُّ الفتى كفَّهُ عبرَ نافذةِ اللَّيلِ
يسألُ عنْ غَدِهِ
قبلَ أنْ يصمتَ الكَرَوانْ.

* * *
(تكاثفتِ الظلمةُ
عادَ الأطفالُ إلى منازلِهم
لكنّهُ ظلَّ وحيداً في ساحةِ القريةِ
شاردَ القلبِ
يتابعُ ابتهالاتِ الطائرِ الصغيرِ في ذهولٍ
وكم تمنى لو أنهُ يطيرُ مثلَهُ
لو كانَ لهذا الطائرِ أجنحةٌ قويّةٌ
ليحملَهُ بينَ ذراعيهِ إلى هناكَ..
حيثُ يعانقُ النجومَ
والمجرّاتِ..
في تلكَ اللَّحظةِ جاءتْ أمُّهُ
وحملتْهُ بينَ ذراعَيْها
فاستسلَمَ ونامَ..
لم يتناولْ عشاءَهُ في ذلكَ المساءِ
كانتِ الأحلامُ قد أطعمتْهُ
منْ حلوى الملائكةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى