[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثامنة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثامنة عشرة

مَرَّةً حملتْهُ إلى السوقِ - في غلطةٍ -
قدماهُ
رأى ما رأى
واكتوى قلبُهُ بالمرارةِ..
لا شيءَ في الكَفِّ،
لا شيءَ في الجيبِ.
كيفَ أتى، انتفخَتْ قدماهُ؟
وكانَ الرِّفاقُ يمدُّونَ أيديَهم للتسوُّلِ
وَهْوَ يشاطرُهم أكلَ ما يكسبونَ
وعادوا فخورينَ بالاقتحامِ العظيمِ
يقولونَ للآخرينَ حكايتَهم بالتفاصيلِ..
ماذا رأوا منْ قماشٍ وحلوى
ومنْ صورٍ لنساءٍ عرايا،
بكتْ أمُّهُ منْ عواقبِ جرأتِهِ
وارتدتْ ثوبَ أحزانِها
أقسمَتْ أنْ يبيتَ ثلاثَ ليالٍ وحيداً
ولكنّها حنثَتْ باليمينْ.

* * *
(خرجوا منَ القريةِ
في اتجاهِ الصباحِ
تركوا الحقولَ،
ضاعتْ قاماتُهم الصغيرةُ بينَ الأعشابِ
اختفتْ أصواتُ أقدامِهم في حافةِ الجبلِ
انحدروا شمالاً
رأوا قرىً أخرى
وشاهدوا ناساً آخرينَ
قوافلَ منَ الحيواناتِ المحمَّلَةِ بالبضائعِ،
وفجأةً صرخوا بأصواتٍ مُتَّشِحَةٍ بالخوفِ:
هذا هوَ السوقُ..
منْ سينالُ شرفَ الحظوةِ بشراءِ الحلوى
كلُّ شيءٍ هنا بالمالِ،
لا فلوسَ في جيوبِهم،
بكى وعادَ أدراجَهُ
أكلَتِ الشمسُ وجهَهُ
وأكلَ العطشُ صدرَهُ
ونقشَتِ الطريقُ على قدميهِ
خيوطاً حمراءْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى