[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة التاسعة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة التاسعة عشرة

لم تكنْ قريتي
تعرفُ العنصريّةَ في الدَّمِ
والطائفيّةَ في الدِّينِ
كانتْ مُبَرَّأَةً منْ غبارِ التعصُّبِ
مفتوحةً منْ جميعِ الجهاتِ
على الحبِّ
في كلِّ عامٍ - بُعَيْدَ الحصادِ -
تجيءُ لقريتِنا امرأةٌ
منْ يهودِ البلادِ، وَتُدْعَى (عتيقةْ)..
كانتِ امرأةً مثلَ كلِّ النساءِ
تبيعُ القماشَ الجديدَ
وترفو القديمَ
وتَنْزلُ في بيتِنا
ونقولُ لها ما نقولُ لأحبابِنا
ونضيءُ لها ما نضيءُ لهم
منْ سراجٍ حميمْ..
أيَّ أفْقٍ منَ الحبِّ كانَ لنا ولهم
قبلَ أنْ يظهرَ الحقدُ
في شكلِ ما سوفَ يُدْعَى بصهيونَ
هذا الذي تستديرُ مخالبُهُ
في دمِ الأبرياءْ.

* * *
(أينَ ينامُ الحقدُ
في قلبِ العنصريّةِ؟
أينَ تضحكُ المحبّةُ في صدرِ التسامحِ؟
سؤالانِ قديمانِ حديثانِ
لا يكُفّانِ عنِ الاشتعالِ
وبالرغمِ منْ كلِّ ما جرى بالأمسِ
وما يجري الآنَ،
فإنَّ الشمسَ
سيّدةَ التسامحِ الأولى..
ما تزالُ تشرقُ على الجميعِ
في لحظةٍ واحدةٍ
وما يزالُ المطرُ
يسقطُ على رؤوسِ الشجرِ
وعلى رؤوسِ البشرِ
في وقتٍ واحدٍ
وما يزالُ جفافُ الرُّوحِ
يشوي الأكبادَ المريضةَ بالعنصريّةِ
تلكَ التي تحاولُ
أنْ تمحوَ وجهَ فلسطينَ بالدِّماءِ
وتغتالَها بالخرافةِ
وتقتلَ الزمنَ..
وهيَ منكفئةٌ على حائطِ الحقدْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى