[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الحادية والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الحادية والعشرون

لا طبيبَ، الطبيبُ هوَ اللهُ
وجدانُنا دمُنا
والدموعُ،
وأجسادُنا شاهداتٌ بأنْ لا طبيبَ
سواهُ،
ولكنّهُ خلقَ الطبَّ
أوجدَ ما يستعانُ بِهِ
حينَ ترفضُ أجسادُنا أنْ تنامَ
وتشهقُ تحتَ مواجعِها..
فلماذا القرى لا تنامُ إذا مرضَتْ
والمدينةُ - حتى المدينةُ -
إنْ جُرِحَتْ لا طبيبَ لها..
تحتَ سقفِ المواجعِ تحيا البلادُ
هوُ الموتُ لا ريبَ فيهِ
ولكنّهُ مرعبٌ حينَ يفتكُ في أوَّلِ العمرِ
لحظةَ يسقطُ أطفالُ قريتِنا
منْ جروحٍ على الساقِ
منْ عَضَّةٍ في الذِّراعِ
وساعةَ تحتطبُ الأمَّهاتِ وفاةٌ مبكِّرَةٌ
مِنْ تَعَسُّرِها في الولادةْ.

* * *
(في القريةِ
كما في المدينةِ،
يسيرونَ بأجسادِهم الشّاحبةِ المثقلَةِ
بالأمراضِ والأحزانِ
لا دواءَ ولا طبيبَ
على المولودِ أنْ يحملَ داءَهُ ونعشَهُ
منذُ لحظةِ الولادةِ
طبيبُ الأعشابِ اختفى منذُ قرونٍ
عجائزُ القريةِ ما عُدْنَ
يتذكَّرْنَ الوصفاتِ
التي تشفي الجروحَ والحروقَ.
وبدلاً منْ أنْ يرعى الشبابُ الماعزَ في الجبالِ
أصبحوا يرعونَ قطعانَ الحُمَّى
في أجسادِهم..
لكلِّ داءٍ دواءٌ،
إلاّ الحكومةَ لا دواءَ منها).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى