[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الرابعة والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الرابعة والعشرون

بعدَما بزغَتْ ثورةُ العلمِ
واقتربَ العصرُ
منْ أرضِنا الهامشيّةِ..
جاءوا بسيّدِنا وَهْوَ شيخٌ جليلٌ
يفاخرُ بالأبجديّةِ
واللَّوحِ في صدرِهِ،
استقبلوهُ،
بنوا (مكتباً) لا نوافذَ فيهِ
ولا ضوءَ..
ما قيمةُ الضوءِ
إنْ كانَ أطفالُهم
يحفظونَ ولا يقرأونَ
يقرأونَ ولا يفهمونَ..
وإنَّ المعاولَ في الانتظارِ
وأغنامُ قريتِهم هيَ في الانتظارْ.

* * *
(كانتِ القريةُ عطشى
لضوءِ الحرفِ،
وكانَ الظمأُ قد بلغَ بها مبلغَهُ..
يطوفُ القرويُّ بعشراتِ القرى
ثمَّ يضطرُّ للذِّهابِ إلى المدينةِ
ليجدَ منْ يقرأُ له رسالةَ أخيهِ
المقيمِ في مكّةَ.
القرنُ العشرونُ يقرعُ النوافذَ
وتندلعُ ثورتُهُ في كلِّ الأرجاءِ،
والقريةُ بشروقِها الأخضرِ الجميلِ
تعاني منَ العتمةِ..
متى تبدأُ هذه الرؤوسُ الصغيرةُ
رؤوسُ الأولادِ والبناتِ
في فكِّ طلاسمِ القراءةِ والكتابةِ؟
لماذا يقفُ الشابُّ شارداً بلا عينينِ
أمامَ دفاترِ المُخَمِّنِ
ومُحَصِّلِ الزَّكاةْ؟).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى