[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الخامسة والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الخامسة والعشرون

يعودُ الرُّعاةُ قُبيلَ الغروبِ
وقد ملأُوا بالأغاني مزاميرَهم
وحقائبَهم..
ليتني يا أبي
كنتُ أحملُ شبّابةً
وعصاً مثلَهم
ليتَ أنَّ يراعَ الكتابةِ
ذاكَ الذي حملتْهُ يدايَ
صباحَ الطفولةِ قد كانَ شبّابةً،
فالكتابةُ بالنغمِ المتوهِّجِ
أحلى
كما السيرُ خلفَ قطيعٍ منَ البَهْمِ
أرقى وأسمى
منَ السيرِ خلفَ الملوكْ.

* * *
(لم تكنْ أقدامُهُ هيَ التي تأخذُهُ
بعيداً عنِ المكتبِ / المدرسةِ وإنما عواطفُهُ،
كانَ وعيُهُ يشرُدُ وراءَ الرعاةِ
وصوتُ الشبّابةِ يخترقُ جدارَ المكتبِ
ويعلو على صوتِ الفقيهِ
الموسيقى تسكنُ لحمَهُ
وعظمَهُ
تدغدغُ كلَّ خليّةٍ في جسدِهِ
لماذا يحكمونَ عليهِ بالسجنِ
في هذه الزّنزانةِ المظلمةِ،
ولا يتركونَهُ يذهبُ إلى الوادي ليطاردَ الفراشاتِ،
أو إلى تلكَ المنحدراتِ
حيثُ يلهو الرعاةُ..
يقولونَ: إنَّ أباهُ يكتبُ الشعرَ
وإنهُ يرغبُ في أنْ يكونَ واحدٌ منْ أبنائِهِ
شاعراً مشهوراً..
لماذا لا يكونُ هوَ هذا الابنَ؟
والشعراءُ لا يتعلَّمُونَ كتابةَ القصائدِ
في الأماكنِ المغلقةِ
وإنما في رحابِ الطبيعةِ
في الفضاءِ المفتوحْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى