[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثامنة والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثامنة والعشرون

ليتَ أنَّ يراعَ الكتابةِ
ذاكَ الذي حملتْهُ يدايَ
صباحَ الطفولةِ،
قد كانَ شبّابةً.
سيفُ، يا صاحبي ورفيقي
ويا شمعدانَ الطفولةِ
أينَ تكونُ؟
وأينَ يراعاتُكَ السّاحراتُ
ومزمارُكَ الذهبيُّ؟
وأينَ قطيعُ الشّياهِ؟
وأينَ عناقيدُ توتِ الجبالِ؟
افتقدناكَ يا سيفُ
- قالتْ حجارةُ قريتِنا -
وافتقدناكَ - قالتْ دموعُ الهضابِ -
افتقدْنا أغانيكَ
لم يبقَ إلاّ الصّدى
يتردَّدُ فوقَ التلالِ القريبةِ
يمسحُ ثوبَ الغبارِ عنِ الأرضِ
يمسحُ حزنَ الشجرْ.

* * *
(أيُّ نسماتٍ نظيفةٍ يتنفَّسُها الرُّعاةُ
في البراري
والمنحدراتِ الصخريّةِ..
في الهواءِ الصافي يستقبلونَ النهارَ
ويستقبلونَ المساءَ
يمسكُ الراعي المزمارَ بيدٍ
والمقلاعَ باليدِ الأخرى،
عينٌ مفتوحةٌ على الطبيعةِ
وعينٌ مفتوحةٌ على الأغنامِ،
أذنٌ مفتوحةٌ للموسيقى
وأخرى لخطواتِ الذئبِ.
شبّابةُ الرّاعي هيَ حنجرةُ القريةِ
وصدى صوتِها الحبيسِ
خلفَ الجبالِ،
أنغامُ الشبّابةِ تدلِّلُ حزنَ القرى
وترسمُ الفرحةَ
على حوائطِ البيوتْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى