[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة التاسعة والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة التاسعة والعشرون

عاطلٌ يذبحُ الوقتَ
بالكلماتِ اللَّذيذةِ
تصطادُهُ في الربيعِ الفراشاتُ
في الصيفِ يصطادُ لونَ الغيومِ
يداعبُها..
مفرِطٌ في الأناقةِ
تسخرُ قريتُهُ منهُ
لكنّهُ عارفٌ كيفَ يسحرُها
كيفَ يكسبُ وُدَّ النساءِ
وينسجُ منْ شِعْرِهِ للصّبايا المناديلَ
يسكبُ في المفرداتِ عطوراً
تفاجئُ قارئَها.
وإذا هطلَتْ في الأماسي قصائدُهُ
قالَ قائلُهم،
وَهْوَ يَسْتَفُّ عطرَ المواويلِ:
ليسَ على الشعراءِ
إذا أسرفوا منْ حَرَجْ.

* * *
(يضحكُ في وجهِ البرقِ
يتابعُ خطواتِ قوسِ قزحٍ
يبلِّلُ شفتيهِ بقطراتِ الندى المتساقطِ
منْ ورقِ الأشجارِ
يتسلَّقُ الجبالَ - صيفاً وشتاءً -
ليتحسَّسَ بلسانِهِ مصدرَ الينابيعِ
تتابعُهُ نساءُ القريةِ بعيونِهِنَّ الحالماتِ
منْ وراءِ الكحلِ..
إذا هجرَ القريةَ نامتِ العصافيرُ
عنِ الغناءِ،
وتوقَّفَتْ فراشاتُ الوادي عنِ التحليقِ
يقولونِ: لا فائدةَ منهُ
وعندَما تحجبُ بندقيّةُ العسكريِّ ضوءَ الشمسِ
في مداخلِ البيوتِ
يسارعونََ إلى البحثِ عنهُ
فقصائدُهُ وحدَها
هيَ التي تمسخُ البندقيّةَ إلى ضفدعةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى