[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثلاثون

هوَ الكلبُ
أيُّ رفيقٍ هوَ الكلبُ
هذا الأليفُ المخيفُ
رفيقُ الرُّعاةِ
صديقُ القرى
ملكُ اللَّيلِ،
أوَّلُ ما تقرأُ العينُ منْ أهلِها.
حينَ يمشي وراءَ الرُّعاةِ
ليحرسَ قطعانَ أغنامِهم
يتلفَّتُ في كبرياءٍ
يشمُّ دبيبَ الذئابِ
ويقرأُ في الخطواتِ البراءةَ
والشعرَ
يعطي جوازَ المرورِ لمنْ شاءَ.
في ذيلِهِ تاجُهُ
وله منْ شجاعتِهِ
والوفاءِ المؤثَّلِ
ما لا تقولُ الحروفْ.

* * *
(عندَما رأى الشاعرُ
القلاعَ تتهاوَى
والآمالَ تتساقطُ كأنها بيوتُ الرملِ
لاذَ بالصمتِ، ثمَّ بالقريةِ،
واختارَ كلباً ليكونَ رفيقَهُ ومؤنسَهُ
كانَ الخوفُ منَ الناسِ قد بلغَ في ضميرِهِ مداهُ
وحينَ رأى الموتَ يصطادُ كلابَهُ
الواحدَ بعدَ الآخرِ
رأى أنْ يحوِّلَ حديقةَ مَنْزِلِهِ القرويِّ
إلى مزرعةٍ لتربيةِ الكلابِ
كتبَ التهاني بمواليدِها
والمراثي في وَفَياتِها
وكانَ يسمِّيْها بأسماءِ أشهرِ زعماءِ العالَمِ
ولا يبخلُ على مشاهيرِ القريةِ
وحينَ يحتجُّونَ يقولُ لهم:
إنَّ إحساسَهُ بأنهم يمتلكونَ بعضَ الوفاءِ
هوَ الذي يدفعُهُ إلى تسميةِ كلابِهِ بأسمائِهم).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى