[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثانية والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثانية والثلاثون

حاجزٌ أبديٌّ منَ الشّكِّ
والريبةِ المستديمةِ بينَهما..
بينَ قريتِنا والمدينةْ.
المدينةُ ناكرةٌ للجميلِ
وعابثةٌ
يعبرُ القرويُّونَ أسوارَها
فتصادرُ أقدامَهم
والأكفَّ
وتربطُهم بسلاسلَ منْ صدقاتِ القرى
ثمَّ لا يستطيعونَ حملَ المعاولِ
أو زرعَ سنبلةٍ،
يشحذونَ رواتبَهم منْ مدينتِهم،
وَهْيَ تشحذُها منْ أهالي القرى؛
أيُّ رحلةِ وَهْمٍ تفاجئُنا في المدينةِ؟
أيُّ سقوطٍ لمنْ كانَ حُرَّ اليدينِ
إذا ضربَ الأرضَ بالفأسِ
جاءتْ له بالكرامةِ
جاءتْ له بالذهبْ؟!

* * *
(ألا يمكنُ إزالةُ الجفوةِ القائمةِ بينَ المدينةِ والقريةِ؟
وهل منْ تفسيرٍ معقولٍ للصداقةِ اللَّدودةِ
القائمةِ بينَ ساكنِ المدينةِ
وساكنِ القريةِ؟
الأوَّلُ يرى في الثاني
إنساناً جاهلاً
عينُهُ مُسَمَّرَةٌ على الأرضِ
ويدُهُ مُسَمُّرَةٌ على المعولِ
قلبُهُ في خشونةِ يديهِ.
والثاني ينظرُ إلى الأوَّلِ
بوصفِهِ إنساناً عاطلاً
يعيشُ خائفاً داخلَ الأسوارِ
وعالةً على القريةِ
وما تُصدِّرُهُ إليهِ منْ حبوبٍ
وفاكهةٍ
وسمنٍ وزيتٍ..
هل سيأتي وقتٌ
يتوحَّدُ فيهِ هذانِ الصديقانِ اللَّدودانْ؟!).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى