[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الرابعة والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الرابعة والثلاثون

يمتطونَ خناجرَهم
ثمَّ يمضونَ شرقاً
وغرباً
إلى حيثُ تنتظرُ الأرضُ في لهفةٍ
وحنانٍ
وعندَ الظهيرةِ تأتي النساءُ
بما كتبَ اللهُ منْ لبنٍ ورغيفٍ
وساعتَها يتركونَ معاولَهم
في حنانٍ على الأرضِ..
في الظّلِّ ترتاحُ أعضاؤُهم
ثمَّ يستأنفونَ القتالَ النّبيلَ
معاولُهم لا تكفُّ عنِ القولِ
تكتبُ أفكارَها،
وتدحرجُ ألفاظَها
بعدَ حينٍ ستورقُ خضراءَ
حمراءَ..
فالطيرُ في الانتظارِ
المدينةُ في الانتظارْ.

* * *
(هل حملتْكَ قدماكَ يوماً إلى الوادي
وتوقَّفْتَ ساعةً أو بعضَ ساعةٍ
تتابعُ الفلاّحَ أثناءَ تسويةِ الأرضِ
وإعدادِها للبذارِ؟
وهل رأيتَهُ وهوَ يخطِّطُ الأرضَ بالمحراثِ تارةً
وبيديهِ تاراتٍ
ثمَّ وهوَ يلقي بالحبوبِ إلى الأثلامِ؟
أليسَ ما يفعلُهُ ضرباً منَ الشعرِ،
أسلوباً منَ الكتابةِ الفنيّةِ؟
وهل استمعتَ إلى كلماتِ الأغاني
التي يردِّدُها وهوَ في نشوتِهِ تلكَ
محلِّقاً بينَ الأثلامِ والفضاءِ؟
منْ هنا،
منْ هذا الضوءِ النّابتِ في الخضرةِ
يخرجُ الشعرُ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى