[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الخامسة والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الخامسة والثلاثون

تخرجُ السيّداتُ بُعيدَ الشروقِ
وقد حملَتْ كلُّ سيّدةٍ خبزَها
والحليبَ
وتمضي إلى الحقلِ حيثُ رفيقُ الحياةِ
فيأكلُ إفطارَهُ بانشغافٍ
وعيناهُ فوقَ نبيذِ أصابعِها
وتعودُ وقد حملَتْ بعضَ ما وهبَ الحقلُ
منْ عشبِهِ
وفراديسِهِ
وإذا ما استوى الظّلُّ
والشجراتُ
تعودُ إلى الحقلِ
حاملةً خبزَها
وأفانينَ منْ غزلٍ مورقٍ بالمحبّةِ
والشوقِ
والأمنياتْ.

* * *
(هل قادتْكَ قدماكَ مَرَّةً إلى الحقلِ
وفوجئتَ بلحظةِ الإفطارِ
أو بلحظةِ الغداءِ في ذلكَ الفضاءِ المفتوحِ؟
أبيعُ نصفَ ما تبقَّى منَ العمرِ
بوجبةٍ ريفيّةٍ تحتَ شجرةِ التالوقِ
وبالقربِ منْ جدولٍ لا يكفُّ عنِ الغناءِ
وعلى مرمى حجرٍ منهُ ترتعُ الأبقارُ
وتتابعُ قضمَ غذائِها بصوتٍ مسموعٍ..
على امتدادِ الوادي
يتكرَّرُ هذا المشهدُ اللَّذيذُ
تجلسُ العائلاتُ لتناولِ الطعامِ
وقدِ افترشَتْ سجّادةً منَ الحشائشِ.
ملعونةٌ مائدةُ لويسْ الرابعِ عشرَ
وبقيّةُ موائدِ ملوكِ الشرقِ والغربْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى