[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة السادسة والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة السادسة والثلاثون

ترقدُ القريةُ اليمنيّةُ
مُجْهَدَةً
ثمَّ تصحو على العيدِ
يخرجُ أطفالُها في الصباحِ
وقد غسلوا في الينابيعِ أثوابَهم
وانتشَتْ بالمسرَّةِ أبدانُهم.
في الأكفِّ زهورُ الحقولِ
وكعكُ المنازلِ
ضوءٌ منَ العيدِ يغمرُهم..
يا زمانَ الطفولةِ عُدْ بي إليها
إلى قريةٍ كلُّ أشجارِها
كلُّ أحجارِها في دمي
كلُّ أحلامِها
كلُّ أحزانِها
كلُّ أعيادِها في فمي
يا زمانَ الطفولةِ عُدْ.
أكلَ الشيبُ أعيادَنا
انطفأتْ بقعةُ الضوءِ في عشبِ أيّامِنا
وشكتْ منْ رمادِ الخريفْ.

* * *
(في المدينةِ العيدُ للأطفالِ وحدَهم
وفي القريةِ العيدُ للجميعِ..
الرجالُ والنساءُ يحتفونَ بالعيدِ
يغتسلونَ في أمواجِ فرحتِهِ
سُكّانُ المدينةِ تموتُ طفولتُهم في العاشرةِ
أمّا سُكّانُ القريةِ
فلا تكبرُ طفولتُهم
وهيَ في العيدُ تلعبُ معهم
وتتذكَّرُ بهجتَهم القديمةَ
وإليها تهربُ أجسادُهم منْ عناءِ العملِ.
ومثلَما يعودُ العيدُ
تعودُ إليهم ذكرياتُهُ
وتعودُ إلى قلوبِهم الأحلامُ
ويُمضونَ السّاعاتِ معَ أطفالِهم
في قراءةِ الأوراقِ الأولى منْ زمنِهم
قد تكونُ القراءةُ صامتةً
وقد تكونُ بالإشارةِ
وقد تكونُ بالطبولِ والمزاميرْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى