[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة التاسعة والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة التاسعة والثلاثون

كانَ يهوى المساءَ
يضيقُ بِهِ اللَّيلُ لحظةَ تقطعُهُ مُدْيةٌ
منْ ظلامٍ ثقيلِ الخطى.
آهِ ما أعذبَ الشمسَ!
ما أعذبَ الضوءَ يغسلُ أجفانَنا
وشوارعَ قريتِنا!
لا ذئابَ فقد رحلَتْ
حملَتْ جوعَها
ومخاوفَنا للكهوفِ
طوى الصبحُ ما تركَتْ منْ عواءٍ
على صفحةِ اللَّيلِ
وارتسمَتْ في الفضاءُ دوائرُ منْ فضّةٍ
بيدَ أنَّ الظلامَ سيأتي
ويأوي النهارُ إلى مرفأِ اللَّيلِ
عَبْرَ قوافلِهِ الذهبيّةِ..
هذا هوَ الدَّوَرانُ الجميلْ.

* * *
(كانَ يذهبُ إلى الحقلِ مطمئنّاً
ويعودُ منهُ مطمئنّاً
يغسلُ عينيهِ وقلبَهُ كلَّ صباحٍ
بأشعَّةِ الشمسِ
لكلِّ يومٍ مذاقٌ
ولكلِّ ساعةٍ لونٌ خاصٌّ،
النساءُ لا يَضَعْنَ المساحيقَ على وجوهِهِنَّ
والرجالُ لم يتعلَّمُوا تقليمَ أظافرِهم بمقصِّ الحلاّقِ..
كانَ ذلكَ قبلَ أنْ تفتحَ الهجرةُ أبوابَ الجحيمِ
أما وقد بدأ الهواءُ الأسودُ يتلاعبُ بالأصابعِ
وبدأتِ الطائراتُ تُفسدُ صمتَ الوادي
فإنَّ الحاضرَ حزينٌ
والمستقبلَ موحشٌ
والقرويَّ لا يعودُ إلى مَنْزِلِهِ
محمَّلاً بهدايا الحقلِ
بل يعودُ بأكوامٍ منَ الهمومِ
والأحلامِ الخائبةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى