[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثالثة والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثالثة والأربعون

الوطاويطُ تكثرُ في الصيفِ
في فتراتِ الحصادِ
تُغِيْرُ على الجُرْنِ
تسرقُ ما وهبَ الحقلُ
للفقراءْ.
وَهُمُ الفقراءُ
سنابلُهم شاحباتٌ كأبدانِهم
يضعُ الأغنياءُ محاصيلَهم وَسَطَ الجُرْنِ
والفقراءُ على حافَةِ الجُرْنِ
تأتي الوطاويطُ خائفةً
فتمدُّ مناقيرَها للذي هوَ أقربُ..
يا أيها الحقلُ
يا سيّدَ العشبِ،
مُدَّ يديكَ لتمسحَ دمعاً تحجَّرَ
في أعينِ الفقراءِ
وقلْ للوطاويطِ: رِفْقاً بهمْ.

* * *
(يا وطاويطَ اللَّيلِ والنهارِ
أيها المسرفونَ في امتصاصِ الأجسادِ الهزيلةِ،
لماذا لا تمتدُّ مناقيرُكم
نحوَ الأكوامِ التي هيَ أكبرُ؟
ألا تخجلونَ؟
ألا يخجلُ اللَّيلُ منكم؟
ألا يبصرُكم النهارُ؟
لقد أفسدتُمْ عشبَ الوجدانِ
وأوجعتُمْ أعذاقَ الرُّوحِ
وكادَ الحقلُ يَنْزلقُ حزناً
وَتَلَكَّأتِ الدَّمعةُ في عينيهِ
كأنها صخرةٌ تأبى أنْ تتدحرجَ
كم مَرَّةٍ رفعَ الفقراءُ عقيرتَهم
وعادوا إلى أكواخِهم شاردينَ
دامعي القلبِ..
وَيلَكُم ممّا تقترفونْ!).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى