[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الرابعة والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الرابعة والأربعون

ذاكَ مسجدُ قريتِنا المتواضعُ
يجثمُ فوقَ الثرى كالحمامةِ،
أبيضُ..
منفردٌ،
منْ شعاعِ الظهيرةِ أحجارُهُ،
ومنَ الفَجْرِ أخشابُهُ،
يتصاعدُ منهُ البخورُ
إذا ما أتى اللَّيلُ
يومضُ في العَتَماتِ
تضيءُ حجارتُهُ
حينَ يأتي المساءُ
وتورقُ خاشعةً،
هوَ بيتُ الغريبِ
ومأوى المسافرِ
تأتي إليهِ زكاةُ المطابخِ
ساخنةً
وتجيءُ إليهِ هدايا الحقولْ.

* * *
(مساجدُ القرى
أشبهُ بالكلماتِ النَّبيلةِ
التي لا تقاسُ بحجمِ المساحةِ
التي تأخذُها في الزمنِ
أو على الأوراقِ
وإنما بما تحفرُهُ منْ أفكارٍ صافيةٍ
في أذهانِ الناسِ
وفي قلوبِهم،
كذلكَ هيَ مساحةُ المسجدِ
تأخذُ حَيّزاً صغيراً في المكانِ
ولكنَّ قلبَها يتسعُ للآلافِ
ممّنْ يضعونَ جباهَهم على الترابِ
اعترافاً بآدميَّتِهم
وتعبيراً عنِ الاستسلامِ الرائعِ
لقلبٍ عامرٍ بالمحبّةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى