[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الخامسة والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الخامسة والأربعون

هيَ مأوى النُّسُورِ
وملعَبُها
تتواضعُ شامخةً،
وتصدُّ العواصفَ
تحنو - كأمٍّ - على كلِّ بيتٍ يلوذُ بها
وتسجِّلُ في صفحاتٍ منَ الصخرِ
كلَّ الكلامِ
وكلَّ الغناءِ
وكلَّ البكاءِ..
يمرُّ بها زمنُ الناسِ في دهشةٍ
منْ صلابتِها؛
كم رأتْ منْ عوالِمَ
كم شَهِدَتْ منْ عصورٍ
ولَمّا تَزَلْ - كالخميلةِ -
خضراءَ ناصعةً في الشروقِ
وناصعةً في الغروبِ..
تطلُّ على الناسِ كالشمسِ منْ حالقٍ
في حنانْ.

* * *
(تظنُّ النُّسورُ
أنَّ الجبالَ خُلِقَتْ لتبنيَ عليها أوكارَها،
وتظنُّ القرى
أنها وُجِدَتْ لتنامَ البيوتُ على أحضانِها،
يتجنَّبُ القمرُ القمَّةَ
خشيةَ أنْ تخدشَهُ بأسنانِها الحادَّةِ،
وتستقرُّ السُّحُبُ
لتستريحَ على أكتافِها بعدَ مشوارِها الطويلِ.
وحينَ يكسلُ المطرُ
يلقي بحملِهِ الثقيلِ عليها
فتقومُ بتوزيعِهِ على شكلِ جداولَ
وشلاّلاتٍ.
كلَّ يومٍ تسندُ الشمسُ واجهةَ الصباحِ إليها
فتضيءُ الأوديةَ والقرى
وتغمرُ الوِهادَ خيوطٌ خضراءُ
مبلَّلَةٌ ببهاءِ الشُّرُوقْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى