[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة السابعة والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة السابعة والأربعون

عمرُها ألفُ عامٍ
تظلِّلُ ساحتَهم
ينحرونَ الذبائحَ تحتَ قناديلِها،
وإذا هجعَ الناسُ
تأتي الحواملُ باحثةً عنْ فتىً
والعوانسُ تبحثُ عنْ رجلٍ
والعقيماتُ تسألُها ولداً
وَهْيَ واقفةٌ في حنانٍ
تُواري ابتساماتِها
وتداعبُ أطفالَ قريتِها
حينَ يتّكئونَ بأغصانِها
ويلوذونَ - منْ قهرِ أقرانِهم - بأمومتِها..
هل هيَ امرأةٌ
ترتدي ثوبَ أشجارِ قريتِنا
أمْ سحابةُ ضوءٍ شفيفْ؟

* * *
(على جذعِها المتينِ نقشَ الزمنُ صوراً
لا حصرَ لها
وحكاياتٍ لا تنتهي،
تحتَ أغصانِها الخضراءِ
يخلعُ الشيوخُ أحزانَهم
وأحياناً ثيابَهم
ويعودونَ أطفالاً،
يتحدَّثونَ عمّا رأوا
ويعزفونَ سيمفونيّةَ الطفولةِ
وأحاديثَ الأيّامِ الخوالي..
يسترقُ الأطفالُ السَّمْعَ
ويبكونَ لأنهم لا يملكونَ الطفولةَ نفسَها
لكلِّ فرعٍ - في الشجرةِ -
سقفٌ منَ الأوراقِ الجافَّةِ
تخفي وراءَهُ أعشاشَ العصافيرِ.
قشرتُها المجعَّدَةُ تشبهُ جلودَ النساءِ المسنّاتِ
ولها أقدامٌ نافرةٌ العروقِ
وأصابعُ ناعمةُ الأظافرْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى