[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثامنة والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثامنة والأربعون

زمنٌ للحصادِ
وآخرُ للزرعِ
تنمو الفصولُ على شجرِ الوقتِ
لا تشتكي الدَّوَرانَ
يجفُّ الترابُ ويبتلُّ
والناسُ لا يدركونَ الزمانَ،
النجومُ قناديلُهم وَهْيَ ساعاتُهم
يقرأون الفصولَ على ضوءِ إيقاعِها
وتناغمِها
لا فراغَ
ولا وقتَ ينفقُهُ القرويُّونَ
في عبثِ الكلماتِ
التحيّاتُ - في عُرْفِهم - باليدينِ
المواعيدُ - في عُرْفِهم - بالإشارةْ.

* * *
(كم عددُ الكلماتِ
التي يتداولُها القرويُّونَ فيما بينَهم
لا شكَّ في أنها قليلةٌ
قليلةٌ جداً،
اللُّغةُ في القريةِ
هيَ لغةُ الجسدِ
لغةُ اليَدِ والقَدَمِ
لغةُ الوجهِ والعينينِ،
الجسدُ يجيدُ لغةَ الشُّروقِ والغروبِ
ويجيدُ لغةَ النجومِ الصّامتةِ..
الكلمةُ التي لا تؤدّي إلى الفعلِ الجميلِ
ولا تحرِّضُ على العملِ الرائعِ
هيَ شظيّةٌ نافرةٌ
تشقُّ الجمجمةَ
وتكتبُ الموتْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى