[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثانية والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثانية والخمسون

يقولونَ: لا عرسَ إلاّ هنا
في القرى،
حيثُ يفرحُ وجهُ الطبيعةِ
والناسُ..
أطفالُهم
وعجائزُهم
كلُّ كوخٍ هنا يتلألأُ
يكتبُ نشوتَهُ
ويباهي بفرحتِهِ،
والطبولُ
تشدُّ خيوطَ الأغاني
التي هربتْ منْ شبابيكِ سيّدةِ العرسِ،
هذا العريسُ يسيرُ بموكبِهِ
إنهُ في اتجاهِ البحيرةِ
يغسلُ ماءَ عزوبتِهِ،
والزَّغاريدُ ترميهِ منْ شرفاتِ البيوتِ
ترافقُهُ في جنونٍ حنونْ.

* * *
(الفرحُ هنا للجميعِ
والحزنُ أيضاً
في وقتٍ واحدٍ يضحكونَ
وفي وقتٍ واحدٍ يبكونَ
كأنهم شخصٌ واحدٌ.
يبدأُ الاستعدادُ للعرسِ قبلَ عامٍ
كلُّ بيتٍ مسؤولٌ عنِ الاستعدادِ
أحدُ البيوتِ الفقيرةِ يستعدُّ بعشرِ بيضاتٍ
والآخرُ برطلٍ منَ السَّمْنِ.
قريتُنا تنامُ حينَ تنامُ الشمسُ
وتصحو حينَما تصحو الشمسُ
ومعَ العرسِ كلُّ البيوتِ مضاءةٌ،
ذبالاتٌ ثخينةٌ منَ الصوفِ
مغموسةٌ في السَّمْنِ
تشكِّلُ حديقةً منَ الأضواءْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى