[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثالثة والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثالثة والخمسون

في المآتمِ
تبدو القرى كرمادِ المطابخِ مطفأةً
ترتدي لونَ ميّتِها
شجرُ اللَّوزِ ينفضُ أوراقَهُ
الياسمينُ حزينْ.
العصافيرُ في حزنِها تتلوَّى،
تحدِّقُ في الأوجهِ الشّاحباتِ
وبومُ الخرائبِ
يقرأُ فاتحةَ الحزنِ منفرداً..
يا لأسطورةِ الرُّوحِ
وَهْيَ تغادرُ أجسادَنا
في الطريقِ إلى الموتِ،
راجعةً نحوَ خالقِها..
أيُّ سِرٍّ
لصاحبِها حينَ تأتي
لصاحبِها حينَ ترحلُ؟
إنّا إلى اللهِ
إنّا إلى حبِّهِ،
وإلى نهرِ رحمتِهِ راجعونْ.

* * *
(القريةُ لا تعرفُ الاعتدالَ
تفرحُ حتى الأعماقِ
وتحزنُ حتى الأعماقِ..
حينَ تفرحُ تخرجُ منْ جِلْدِها
لتقدِّمَ كلَّ مخزونِها
منَ الضحكاتِ والأحاديثِ
المترعةِ بالصفاءِ
والمبلَّلَةِ بعطرٍ لا يذبلُ،
وحينَ تحزنُ تدخلُ جِلْدَها وتبكي،
الشوارعُ قاتمةٌ
والكلماتُ في لونِ الظلامِ،
النوافذُ تكشفُ اللَّونَ الأبيضَ
وشعاعُ الظهيرةِ يبدو كامداً
والشفقُ يتقدَّمُ عنْ وقتِ الغروبِ
ويبدو أكثرَ اصفراراً
وقد ارتدى ثيابَهُ الشّاحبةَ.
في القرى لا يحبُّونَهُ
ويُسَمُّونَهُ شمسَ الميِّتينْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى