[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الخامسة والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الخامسة والخمسون

في القرى يرفضونَ حديثَ العفاريتِ..
والجنُّ - في عُرْفِهم -
طيِّبونَ
لهم عالمٌ ساحرٌ،
ولهم أرضُهم يزرعونَ
ويحتفلونَ.
وقد تحملُ الرِّيحُ - ذاتَ صباحٍ -
عزيفَ مزاميرِهم،
وصدى رَقْصِهم.
العفاريتُ هُمْ عسكرُ السُّلُطاتِ
يجيئونَ نحوَ القرى
كالأعاصيرِ
لا يتركونَ على شجرٍ ورقاً
أو على شارعٍ عَنْزَةً أو دجاجا.

* * *
(عساكرُ الأمامِ المخَمِّنونَ (4) والكُشّافُ (5)
همُ العفاريتُ التي يخشاها سُكّانُ القرى
وتَقُضُّ مضاجعَهم..
يتمنى القرويُّونَ ظهورَ الجنِّ
لحظةَ حضورِ العساكرِ إلى القريةِ
ربما استطاعَ هؤلاءِ الغائبونَ
أنْ يساعدوا في إطفاءِ النارِ المتصاعدةِ
منْ أفواهِ العساكرِ وعيونِهم،
حينَ يضربُ العسكريُّ بكرسيِّ بندقيَّتِهِ
بابَ الفلاّحِ،
يسيلُ الدَّمُ منَ الخشبِ
وتقرأُ النِّساءُ التعاويذَ
خشيةَ أنْ يبدأَ الطوفانُ
وتغرقَ الأرضُ بالدَّمِ البريءْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى